أزاحت شركة OpenAI الستار عن أحدث ابتكاراتها في عالم الذكاء الاصطناعي، وهو النموذج المتطور GPT-5، الذي يجمع بين القوة والذكاء في معالجة المهام المعقدة وتقديم إجابات أكثر دقة وعمقًا. المفاجأة الأكبر أن هذا النموذج أصبح النموذج الافتراضي المجاني لمستخدمي ChatGPT، مما يفتح الباب أمام تجربة تفاعل أكثر سلاسة وذكاء مع التقنية.
في حفل الإطلاق، شبّه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، هذه القفزة التقنية بما أحدثه أول هاتف آيفون بشاشة Retina، حيث أصبح الرجوع إلى الإصدارات الأقدم شبه مستحيل. وأضاف: "إذا كان GPT-3 بمثابة طالب في الثانوية، وGPT-4 طالب دراسات عليا، فإن التفاعل مع GPT-5 يشبه محادثة طالب دكتوراه لأول مرة".
واحدة من أبرز التغييرات هي إزالة خيار اختيار النموذج يدويًا، حيث بات GPT-5 مجهزًا بنظام ذكي يكتشف الأسئلة المعقدة تلقائيًا ويطبق أسلوب تفكير منطقي أكثر كفاءة، ويمكن تفعيل هذه الميزة ببساطة عبر عبارة "فكّر مليًا". أما من حيث الوصول، فيظل GPT-5 مجانيًا للجميع، لكن مستخدمي الخطة المجانية قد يتم تحويلهم تلقائيًا إلى نموذج أقل قوة يُعرف باسم "Mini" عند تجاوز حد الاستخدام، بينما يحظى مشتركو Plus وفئات الاشتراكات الأعلى بمدة استخدام أطول وإمكانيات أكبر، بالإضافة إلى توفر نسخ GPT-5 nano وGPT-5 mini ونسخة احترافية GPT-5 Pro للمشتركين المميزين.
أضافت OpenAI أيضًا لمسة شخصية للتجربة عبر أربعة أنماط ردود جديدة: المتشائم، الروبوت، المستمع، والمهووس، مع إمكانية تخصيص ألوان واجهة الدردشة حسب ذوق المستخدم. كما شهدت قدرات البرمجة في GPT-5 قفزة ملحوظة، حيث أصبح قادرًا على اكتشاف الأخطاء المعقدة وإنجاز مشاريع برمجية متعددة المراحل، وهو ما دفع خبراء مثل مايكل ترول، المدير التنفيذي لشركة Cursor، لوصفه بأنه "أذكى أداة برمجة استخدموها على الإطلاق".
في الاختبارات المعيارية، سجل GPT-5 تفوقًا لافتًا، محققًا 74.9% في اختبار SWE-bench Verified المخصص لقياس كفاءة حل المشكلات البرمجية، متجاوزًا نماذج قوية مثل Claude Opus 4.1 وGemini 2.5 Pro. كما حصل على 89.4% في امتحان GPQA Diamond العلمي على مستوى الدكتوراه، متصدرًا المنافسة.
وركزت OpenAI بشكل كبير على السلامة والدقة، حيث أجرت أكثر من 5000 اختبار لتقليل المحتوى المضلل، وزودت النظام بميزة "الإدراك الذاتي" التي تمكّنه من الاعتراف بعجزه عن تنفيذ مهمة معينة، إضافة إلى ميزة "الإكمال الآمن" التي تمنع تقديم إجابات قد تكون ضارة. كما تم تحسين دقته في المجال الطبي ليصل معدل الخطأ إلى 1.6% فقط، مما يجعله أداة موثوقة للمعلومات الصحية.